6-, 2004 - 07: 1
أرقام مخيفة للعنف الأسري في مصر
ميدل ايست اونلاين- القاهرة - من إيهاب سلطان
زوجة من بين ثلاث زوجات تتعرض للعنف الأسري، والأزواج يرفضون البوح بتعرضهم للضرب من زوجاتهم.
تفاقمت ظاهرة العنف الأسري في المجتمعات العربية في الآونة الأخيرة، وسجلت مستويات مزعجة، خاصة بين فئات الأسر التي لم ترق لنصيب كبير من التعليم والثقافة.
وتتباين نسبة العنف الأسري من مجتمع لأخر، وفي مصر تشير إحصائيات العنف الأسري إلى أرقام مخيفة، وتشهد ساحات المحاكم صراعات عنيفة بين الأزواج سببها العنف الأسري.
وقد طرحت الحكومة المصرية مشروع قانون محكمة الأسرة لمعالجة مشاكل التقاضي في مسائل الأحوال الشخصية يتم تشكيلها من ثلاثة قضاه بدرجة رئيس بالمحكمة الابتدائية، ويعاون المحكمة إخصائيان أحدهما اجتماعي والآخر من الاخصائيين النفسيين بهدف سرعة التقاضي، ومحاولة الصلح بين الأزواج، والتغلب على مشاكل الأسرة التي تنعكس بالسلب نفسيا وصحيا على الأبناء .
بينما سارع القطاع الأهلي بإنشاء مراكز متخصصة لمكافحة العنف الأسري ومساعدة ضحاياه على اجتياز آثاره سواء بالنسبة للزوج أو الزوجة، حيث يصل معدل العنف ضد المرأة من واقع البيانات والإحصائيات الصادرة عن تلك المراكز إلى أن 60% من النساء اللاتي يتعرضن للعنف الأسري من الزوجات الأميات، و30% من بين الحاصلات على مستويات تعليمية أعلى يتعرضن للضرب من أزواجهن. كما أن 40% من الزوجات اللاتي تعرضن للضرب بحاجة إلى استشارة الطبيب بسبب تعرضهن للضرب المبرح، كما أن هناك زوجة من بين ثلاث زوجات تتعرض للضرب بأشكال مختلفة أثناء الحمل.
كما يعاقب الرجل زوجته بطرق شتى من بينها الزواج من امرأة أخرى، والتهديد بالطلاق، والحرمان من نفقات المنزل، وضرب الأبناء، ومنع الزوجة من الخروج من المنزل، أو حرمانها من الاختلاط الاجتماعي.
بينما يسجل العنف الأسري ضد الأزواج حالات فردية لا ترقى إلى الظاهرة لعدم وجود إحصائيات وأرقام تشير إلى تعرض الأزواج للضرب من أزواجهم، خاصة وأن كثير من الأزواج يرفضون البوح بما تعرضوا له من عنف على عكس الزوجات.
وتعكس روايات الزوجات اللاتي تعرضن للضرب بأن الزوج يعتبر الضرب والتوبيخ طريقة العلاج الوحيدة للمشاكل الزوجية، حيث تقول فاطمة عبد الحي ـ ربة منزل ـ "الحالة الاقتصادية دائما سبب خلافاتي مع زوجي لأن مطالب الأبناء لا تنتهي، ومن هنا تنفجر المشاكل التي تنتهي دائما بالضرب والتوبيخ دون أن يفكر في أسلوب آخر لحل مشاكلنا خاصة أمام الأبناء".
أما عبير السيد ـ ربة منزل ـ فتقول "تعرضت للضرب مرات عديد من زوجي، وفشلت كافة محاولاتي لمنعه من ممارسة العنف ضدي، فأقل خطأ تكون نتيجته الضرب والتوبيخ دون مراعاة لمشاعري، وقد طلبت الطلاق أكثر من مرة، وفي كل مرة يقسم أمام الأهل بأنه لن يكرر ضربي، وأنا لا أصدقه ولكن أضطر لمجاراة الواقع الأليم بسبب أطفالي لعله يتغير".
أما ابتسام حلمي مدربة الكاراتيه في إحدى النوادي الاجتماعية فتقول "لم أضرب زوجي، ولكن أحسسه بقوتي من حين لأخر باسم المداعبة حتى يتحاشاني وأحسست ذلك، وقد حاول أن يجعلني أترك العمل وأتفرغ له وللأولاد ولكني رفضت وسأرفض".
وتضيف ابتسام "الخلافات بيننا مستمرة بسبب ميزانية البيت واحتياجات الأولاد وما يشبها من خلافات تعاني منها غالبية الأسر المصرية إلا أن الحياة لم تصل بيننا للضرب ولم يضربني يوما أو ينهرني ولكن لو فعلها سأفعلها وهو يعلم ذلك جيدا".
بينما تقول هدى عزيز ـ موظفة ـ "لم يضربني زوجي يوما أو أضربه، ولكننا اصطدمنا كثيرا ولم تصل إلى الضرب فربما تبادلنا بعض الألفاظ، وقد اعتذرت له وقبل اعتذاري ونعيش في هدوء والحمد لله."
وتعلق هدى على ضرب الأزواج قائلة "إن الزوج دائما هو الذي يدفع الزوجة للقيام بأي فعل يراه الناس غريبا مثل ضربه أو إهانته فإذا كان حنونا معها ويؤدي كل واجباته تجاهها إذن ما الذي يدفعها أن تضربه أو تصطدم به فالمرأة بطبيعتها مخلوق رقيق عطوف وحنون ولا تكون شرسة إلا في حالة اضطهادها المستمر من قبل الزوج، وأحيانا كثيرة تكو ن الزوجة مريضة نفسيا وفي هذه الحالة يعرف الزوج حالتها ويحاول من جانبه إذا كان رجلا عقلانيا أن يتجنبها ويتحملها، وعلى أي حال فالمرأة الذكية هي التي تروض زوجها دون أن تشعره بذلك."
أما بشرى علي التي تعمل موظفة في إحدى الهيئات الحكومية والمتهمة بضرب زوجها فتقول "لقد ضربت زوجي بسبب معاكساته المستمرة لبنات الجيران ووصل الأمر إلى معاكسته وتحرشه ببنات أختي .. فقد فضحني بتصرفاته وجعل الناس تسخر مني ومن أولادنا".
وتضيف بشرى "لقد تزوجته منذ خمسة عشر عاما تقريبا ولم ألحظ عليه مثل هذه التصرفات المخزية وكنت أعتبره زوجي وأخي وكل ما في هذه الدنيا حتى فوجئت بشكوى من بنت الجيران أن زوجي وليس ابني يعاكسها ويقف لها دائما في شرفة المنزل .. ولم أصدق كلامها وتصورت أنها غير مدركه أوانها لم تفرق بين زوجي وابني إذا كانت بالفعل تعرضت لهذه المضايقات. وحاولت إرضائها على وعد عدم تكرار مثل تلك المضايقات وذات يوم استأذنت من عملي باكرا لأعود إلى المنزل وقد تأكدت من صحة الشكوى فزوجي مراهق يقف لبنت الجيران في شرفة المنزل يعاكسها يوميا .. وعندما ضبطته دب الخلاف بيننا وضربني فضربته وأصبحت الأيادي هي وسيلة التعامل بيننا منذ ذلك اليوم لأكتشف بعد ذلك أن هناك عدد كبير من الشكاوى ينتظرني من بنات الجيران عندما أعود من العمل وادخل المنزل".
ويرى محمد طلعت ـ موظف ـ متزوج وله أربع أطفال "أن المرأة المتسلطة هي التي تستغل نقطة ضعف زوجها فتلغي شخصيته تماما وتوجهه حيثما تريد ووقتما تشاء، كما أن الزوج يلعب دورا كبيرا في تسلطها إذا تعمد إذلال زوجته وإهانتها وقهرها دائما والقهر يولد لديها رغبة في الانتقام منه بأي وسيلة حتى ولو كان بالضرب".
ويضيف طلعت "أن المرأة المتسلطة عليها أن تدرك أن الرجل له طاقة تحمل فإذا فرغت فسوف تكون العواقب وخيمة واكبر دليل على ذلك في تصوري هي الجرائم التي نقرأها في الصحف حاليا من قتل الزوجات أو الأزواج".
بينما يرى أحمد جميل ـ موظف ـ ومتزوج "أن هناك نوع من السيدات لا يأتي إلا بالضرب والإهانة يتلذذن بإهانتهن وضربهن وممارسة العنف ضدهن وإن لم يفعل الزوج ذلك ستكون النتيجة أنه سيدفع الثمن غاليا إما بإهانته أو ضربه وما شابه من ممارسات شاذة داخل الأسر لأنه أصبح بلا كيان أمامها وأحست أنها قائد سفينة الزواج و تتصور إنها تملك ملكة تقويم الاعوجاج في شخصية زوجها فإذا فقد الرجل قوامته على زوجته فلا يتعجب من ضربه وإهانته وسبه".
ويعتبر د. أحمد المجدوب الخبير بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية الوعي الديني وتدني التنشئة الاجتماعية هي الأسباب الحقيقية وراء السلوك الانحرافي داخل الأسرة، حيث يقول "البيئة تلعب دورا كبيرا في العلاقات الاجتماعية، وأن حالة الرضا داخل الأسرة، خاصة في معاملة الأزواج أمام أبنائهم تنعكس عليهما في المستقبل حينما يصبح الأبناء مسئولين عن أسرة، كما أن أي قاعدة تخالف فيها الشريعة الإسلامية تكون عواقبها مؤلمة، فالسلوك السلبي للآباء يترتب عليه حرمان أي طفل من حقوقه، وتنال من حريته".
وحمل د. المجدوب الأسرة المسئولية كاملة في سلوك أبنائهم في المستقبل لأن الأسرة هي البوتقة التي توجه إمكانيات الأطفال وقدراتهم وتشكل ظروف حياتهم في المستقبل من خلال ظروفها الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والاحترام المتبادل بين أفرادها".
ويرى الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر سابقا أن المرأة الصالحة كما قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هي التي تسعد الرجل فإذا نظر لها زوجها سرته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفظته فهي افضل بكثير من كنز الذهب والفضة.
ويضيف د. هاشم "أن الزوجة الصالحة هي التي تعين المؤمن على إيمانه، وبالتالي فإن موضوع ضرب الأزواج لزوجاتهم أو العكس لا يمت بصلة للدين فلو كان كل من الزوجين يعرف حقه لا يستطيع أن يتعدى على الآخر ولو حتى باللفظ، فإذا حدث الخلاف بين الزوجين فالصلح يكون أولا بالحسنى وإن لم يتم فاللجوء إلى حكم من أهلها و حكم من أهله ليحكم بينهما وإذا استحالت المعيشة يكون الانفصال وهذا هو أفضل حل وتقره جميع الديانات السماوية، وما سمعنا عن دين يبيح مثل هذه المهانات أبدا فقد جعل الله العلاقة بين الزوجين على أساس الرحمة والمودة، والرحمة للرجل والمودة من السيدة.
ويرى الدكتور صفوت القاضي أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الدراسات الإسلامية "أن الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض والميزة هنا لا تبيح أن يقوم الرجل بضرب زوجته أو إهانتها وإنما الله أقر الموعظة أولا فإذا لم تأت بنتيجة فأهجرهن في المضاجع وأخيرا اضربهن ولكن ضرب غير مبرح غير مهين للكرامة".
ويضيف د. صفوت "أن فرق القوة بين الرجل والمرأة كبير جدا فالتأديب يكون للتقويم وليس للأذى وبعدها حكم من أهله وحكم من أهلها وإذا لم يوفق فتسريح بإحسان بدون تجريح أو إهانات أو ضرب وما إلى ذلك من سلوكيات مرفوضة".
ويرى الدكتور محمد شعلان أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر "أن سيكولوجية الزوج أنه هو الآمر الناهي، وأنه هو دائما على حق ومصدر الرزق للأسرة، وإذا اهتزت هذه المكانة، خاصة داخل المنزل فيسيطر عليه إحساس بالدونية لأنه أصبح أقل شأنا أمام زوجته وأولاده، وهنا ينقلب الوضع ويشعر بالعدوانية تجاه الزوجة مما يجعله دائما يقوم باستفزازها فيدفعها إلى أفعال لا يرضي عنها وأحيانا يصاب بعض الأزواج بالتقوقع حول أنفسهم مما يجعل المرأة تشعر بضعف شخصيته، خاصة في حالات الضعف الجسماني فتصبح هي صاحبة القرار في المنزل وفي هذه الحالة يجب أن يؤدي الزوج واجباته كاملة تجاه أسرته حتى لا يضع نفسه في هذه الصورة".
إما إجلال فاروق مدرس علم النفس المساعد بكلية الآداب جامعة المنصورة فترى"أن التربية والنشأة مهمة جدا في حياة كل من الزوجين، كما أن التكافؤ بين الزوجين على جميع المستويات يلعب دورا كبيرا في استقرار حياتهما الزوجية ويعد العمود الفقري لنجاح زواجهما بدون مشاكل أو اضطرابات، ولعل هناك بعض الحالات المريضة البسيطة التي تتلذذ بضرب الآخرين".
وتضيف د. إجلال "أنصح كل من الزوجين ضرورة اللجوء إلى الطبيب النفسي لمساعداتهما على اجتياز مشاكلهما دون ضرب أو اضطرابات، كما أناشد الزوج أن يكون حنونا على زوجته وعلى أفراد أسرته امتثالا لقول الله تعالى »وعاشروهن بالمعروف« كما على الزوجة أن تحترم زوجها ولا تتعمد إهانته مهما كان السبب فإذا التزمت ورجعت إلى ما أقره شرع الله فلن تلقى إلا كل احترام من زوجها".
والزوجة الذكية كما تقول د. إجلال هي التي تتعرف أولا على طبائع زوجها، وتدفعه لحبها وتتجنب أن تغضبه فالحب أفضل وسيلة لاستقرار الأسرة، فهو الداء والدواء لعلاج لأي مشكلة زوجية.
ويرى محسن خليل أستاذ القانون بجامعة القاهرة أن اعتداء الزوج على زوجته، أو الزوجة على زوجها، وإحداث عاهة يعتبر جنحة يعاقب عليها القانون المصري، ومن حق الزوج أن يطلق زوجته دون أن يدفع لها نفقة متعه أو أي مستحقات يقرها الشرع في حالة تعرضه للضرب من زوجته.
ويستند د. محسن إلى حكم الاستئناف العالي رقم 229 لعام 99 حيث رفضت المحكمة الحكم بالمتعة للزوجة التي قامت بالاعتداء على زوجها، وكذلك الزوج الذي يعتدي على زوجته بالضرب المبرح فمن حقها طلب الطلاق منه وتقر لها المحكمة باستحالة العيش بينهما حتى ولو كان الزوج موافق على الطلاق وذلك لإلحاق الضرر بالزوجة مع رد كل ما تملك ودفع كافة مستحقاتها الشرعية
أرقام مخيفة للعنف الأسري في مصر
ميدل ايست اونلاين- القاهرة - من إيهاب سلطان
زوجة من بين ثلاث زوجات تتعرض للعنف الأسري، والأزواج يرفضون البوح بتعرضهم للضرب من زوجاتهم.
تفاقمت ظاهرة العنف الأسري في المجتمعات العربية في الآونة الأخيرة، وسجلت مستويات مزعجة، خاصة بين فئات الأسر التي لم ترق لنصيب كبير من التعليم والثقافة.
وتتباين نسبة العنف الأسري من مجتمع لأخر، وفي مصر تشير إحصائيات العنف الأسري إلى أرقام مخيفة، وتشهد ساحات المحاكم صراعات عنيفة بين الأزواج سببها العنف الأسري.
وقد طرحت الحكومة المصرية مشروع قانون محكمة الأسرة لمعالجة مشاكل التقاضي في مسائل الأحوال الشخصية يتم تشكيلها من ثلاثة قضاه بدرجة رئيس بالمحكمة الابتدائية، ويعاون المحكمة إخصائيان أحدهما اجتماعي والآخر من الاخصائيين النفسيين بهدف سرعة التقاضي، ومحاولة الصلح بين الأزواج، والتغلب على مشاكل الأسرة التي تنعكس بالسلب نفسيا وصحيا على الأبناء .
بينما سارع القطاع الأهلي بإنشاء مراكز متخصصة لمكافحة العنف الأسري ومساعدة ضحاياه على اجتياز آثاره سواء بالنسبة للزوج أو الزوجة، حيث يصل معدل العنف ضد المرأة من واقع البيانات والإحصائيات الصادرة عن تلك المراكز إلى أن 60% من النساء اللاتي يتعرضن للعنف الأسري من الزوجات الأميات، و30% من بين الحاصلات على مستويات تعليمية أعلى يتعرضن للضرب من أزواجهن. كما أن 40% من الزوجات اللاتي تعرضن للضرب بحاجة إلى استشارة الطبيب بسبب تعرضهن للضرب المبرح، كما أن هناك زوجة من بين ثلاث زوجات تتعرض للضرب بأشكال مختلفة أثناء الحمل.
كما يعاقب الرجل زوجته بطرق شتى من بينها الزواج من امرأة أخرى، والتهديد بالطلاق، والحرمان من نفقات المنزل، وضرب الأبناء، ومنع الزوجة من الخروج من المنزل، أو حرمانها من الاختلاط الاجتماعي.
بينما يسجل العنف الأسري ضد الأزواج حالات فردية لا ترقى إلى الظاهرة لعدم وجود إحصائيات وأرقام تشير إلى تعرض الأزواج للضرب من أزواجهم، خاصة وأن كثير من الأزواج يرفضون البوح بما تعرضوا له من عنف على عكس الزوجات.
وتعكس روايات الزوجات اللاتي تعرضن للضرب بأن الزوج يعتبر الضرب والتوبيخ طريقة العلاج الوحيدة للمشاكل الزوجية، حيث تقول فاطمة عبد الحي ـ ربة منزل ـ "الحالة الاقتصادية دائما سبب خلافاتي مع زوجي لأن مطالب الأبناء لا تنتهي، ومن هنا تنفجر المشاكل التي تنتهي دائما بالضرب والتوبيخ دون أن يفكر في أسلوب آخر لحل مشاكلنا خاصة أمام الأبناء".
أما عبير السيد ـ ربة منزل ـ فتقول "تعرضت للضرب مرات عديد من زوجي، وفشلت كافة محاولاتي لمنعه من ممارسة العنف ضدي، فأقل خطأ تكون نتيجته الضرب والتوبيخ دون مراعاة لمشاعري، وقد طلبت الطلاق أكثر من مرة، وفي كل مرة يقسم أمام الأهل بأنه لن يكرر ضربي، وأنا لا أصدقه ولكن أضطر لمجاراة الواقع الأليم بسبب أطفالي لعله يتغير".
أما ابتسام حلمي مدربة الكاراتيه في إحدى النوادي الاجتماعية فتقول "لم أضرب زوجي، ولكن أحسسه بقوتي من حين لأخر باسم المداعبة حتى يتحاشاني وأحسست ذلك، وقد حاول أن يجعلني أترك العمل وأتفرغ له وللأولاد ولكني رفضت وسأرفض".
وتضيف ابتسام "الخلافات بيننا مستمرة بسبب ميزانية البيت واحتياجات الأولاد وما يشبها من خلافات تعاني منها غالبية الأسر المصرية إلا أن الحياة لم تصل بيننا للضرب ولم يضربني يوما أو ينهرني ولكن لو فعلها سأفعلها وهو يعلم ذلك جيدا".
بينما تقول هدى عزيز ـ موظفة ـ "لم يضربني زوجي يوما أو أضربه، ولكننا اصطدمنا كثيرا ولم تصل إلى الضرب فربما تبادلنا بعض الألفاظ، وقد اعتذرت له وقبل اعتذاري ونعيش في هدوء والحمد لله."
وتعلق هدى على ضرب الأزواج قائلة "إن الزوج دائما هو الذي يدفع الزوجة للقيام بأي فعل يراه الناس غريبا مثل ضربه أو إهانته فإذا كان حنونا معها ويؤدي كل واجباته تجاهها إذن ما الذي يدفعها أن تضربه أو تصطدم به فالمرأة بطبيعتها مخلوق رقيق عطوف وحنون ولا تكون شرسة إلا في حالة اضطهادها المستمر من قبل الزوج، وأحيانا كثيرة تكو ن الزوجة مريضة نفسيا وفي هذه الحالة يعرف الزوج حالتها ويحاول من جانبه إذا كان رجلا عقلانيا أن يتجنبها ويتحملها، وعلى أي حال فالمرأة الذكية هي التي تروض زوجها دون أن تشعره بذلك."
أما بشرى علي التي تعمل موظفة في إحدى الهيئات الحكومية والمتهمة بضرب زوجها فتقول "لقد ضربت زوجي بسبب معاكساته المستمرة لبنات الجيران ووصل الأمر إلى معاكسته وتحرشه ببنات أختي .. فقد فضحني بتصرفاته وجعل الناس تسخر مني ومن أولادنا".
وتضيف بشرى "لقد تزوجته منذ خمسة عشر عاما تقريبا ولم ألحظ عليه مثل هذه التصرفات المخزية وكنت أعتبره زوجي وأخي وكل ما في هذه الدنيا حتى فوجئت بشكوى من بنت الجيران أن زوجي وليس ابني يعاكسها ويقف لها دائما في شرفة المنزل .. ولم أصدق كلامها وتصورت أنها غير مدركه أوانها لم تفرق بين زوجي وابني إذا كانت بالفعل تعرضت لهذه المضايقات. وحاولت إرضائها على وعد عدم تكرار مثل تلك المضايقات وذات يوم استأذنت من عملي باكرا لأعود إلى المنزل وقد تأكدت من صحة الشكوى فزوجي مراهق يقف لبنت الجيران في شرفة المنزل يعاكسها يوميا .. وعندما ضبطته دب الخلاف بيننا وضربني فضربته وأصبحت الأيادي هي وسيلة التعامل بيننا منذ ذلك اليوم لأكتشف بعد ذلك أن هناك عدد كبير من الشكاوى ينتظرني من بنات الجيران عندما أعود من العمل وادخل المنزل".
ويرى محمد طلعت ـ موظف ـ متزوج وله أربع أطفال "أن المرأة المتسلطة هي التي تستغل نقطة ضعف زوجها فتلغي شخصيته تماما وتوجهه حيثما تريد ووقتما تشاء، كما أن الزوج يلعب دورا كبيرا في تسلطها إذا تعمد إذلال زوجته وإهانتها وقهرها دائما والقهر يولد لديها رغبة في الانتقام منه بأي وسيلة حتى ولو كان بالضرب".
ويضيف طلعت "أن المرأة المتسلطة عليها أن تدرك أن الرجل له طاقة تحمل فإذا فرغت فسوف تكون العواقب وخيمة واكبر دليل على ذلك في تصوري هي الجرائم التي نقرأها في الصحف حاليا من قتل الزوجات أو الأزواج".
بينما يرى أحمد جميل ـ موظف ـ ومتزوج "أن هناك نوع من السيدات لا يأتي إلا بالضرب والإهانة يتلذذن بإهانتهن وضربهن وممارسة العنف ضدهن وإن لم يفعل الزوج ذلك ستكون النتيجة أنه سيدفع الثمن غاليا إما بإهانته أو ضربه وما شابه من ممارسات شاذة داخل الأسر لأنه أصبح بلا كيان أمامها وأحست أنها قائد سفينة الزواج و تتصور إنها تملك ملكة تقويم الاعوجاج في شخصية زوجها فإذا فقد الرجل قوامته على زوجته فلا يتعجب من ضربه وإهانته وسبه".
ويعتبر د. أحمد المجدوب الخبير بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية الوعي الديني وتدني التنشئة الاجتماعية هي الأسباب الحقيقية وراء السلوك الانحرافي داخل الأسرة، حيث يقول "البيئة تلعب دورا كبيرا في العلاقات الاجتماعية، وأن حالة الرضا داخل الأسرة، خاصة في معاملة الأزواج أمام أبنائهم تنعكس عليهما في المستقبل حينما يصبح الأبناء مسئولين عن أسرة، كما أن أي قاعدة تخالف فيها الشريعة الإسلامية تكون عواقبها مؤلمة، فالسلوك السلبي للآباء يترتب عليه حرمان أي طفل من حقوقه، وتنال من حريته".
وحمل د. المجدوب الأسرة المسئولية كاملة في سلوك أبنائهم في المستقبل لأن الأسرة هي البوتقة التي توجه إمكانيات الأطفال وقدراتهم وتشكل ظروف حياتهم في المستقبل من خلال ظروفها الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والاحترام المتبادل بين أفرادها".
ويرى الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر سابقا أن المرأة الصالحة كما قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هي التي تسعد الرجل فإذا نظر لها زوجها سرته وإذا أمرها أطاعته وإذا غاب عنها حفظته فهي افضل بكثير من كنز الذهب والفضة.
ويضيف د. هاشم "أن الزوجة الصالحة هي التي تعين المؤمن على إيمانه، وبالتالي فإن موضوع ضرب الأزواج لزوجاتهم أو العكس لا يمت بصلة للدين فلو كان كل من الزوجين يعرف حقه لا يستطيع أن يتعدى على الآخر ولو حتى باللفظ، فإذا حدث الخلاف بين الزوجين فالصلح يكون أولا بالحسنى وإن لم يتم فاللجوء إلى حكم من أهلها و حكم من أهله ليحكم بينهما وإذا استحالت المعيشة يكون الانفصال وهذا هو أفضل حل وتقره جميع الديانات السماوية، وما سمعنا عن دين يبيح مثل هذه المهانات أبدا فقد جعل الله العلاقة بين الزوجين على أساس الرحمة والمودة، والرحمة للرجل والمودة من السيدة.
ويرى الدكتور صفوت القاضي أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الدراسات الإسلامية "أن الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض والميزة هنا لا تبيح أن يقوم الرجل بضرب زوجته أو إهانتها وإنما الله أقر الموعظة أولا فإذا لم تأت بنتيجة فأهجرهن في المضاجع وأخيرا اضربهن ولكن ضرب غير مبرح غير مهين للكرامة".
ويضيف د. صفوت "أن فرق القوة بين الرجل والمرأة كبير جدا فالتأديب يكون للتقويم وليس للأذى وبعدها حكم من أهله وحكم من أهلها وإذا لم يوفق فتسريح بإحسان بدون تجريح أو إهانات أو ضرب وما إلى ذلك من سلوكيات مرفوضة".
ويرى الدكتور محمد شعلان أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر "أن سيكولوجية الزوج أنه هو الآمر الناهي، وأنه هو دائما على حق ومصدر الرزق للأسرة، وإذا اهتزت هذه المكانة، خاصة داخل المنزل فيسيطر عليه إحساس بالدونية لأنه أصبح أقل شأنا أمام زوجته وأولاده، وهنا ينقلب الوضع ويشعر بالعدوانية تجاه الزوجة مما يجعله دائما يقوم باستفزازها فيدفعها إلى أفعال لا يرضي عنها وأحيانا يصاب بعض الأزواج بالتقوقع حول أنفسهم مما يجعل المرأة تشعر بضعف شخصيته، خاصة في حالات الضعف الجسماني فتصبح هي صاحبة القرار في المنزل وفي هذه الحالة يجب أن يؤدي الزوج واجباته كاملة تجاه أسرته حتى لا يضع نفسه في هذه الصورة".
إما إجلال فاروق مدرس علم النفس المساعد بكلية الآداب جامعة المنصورة فترى"أن التربية والنشأة مهمة جدا في حياة كل من الزوجين، كما أن التكافؤ بين الزوجين على جميع المستويات يلعب دورا كبيرا في استقرار حياتهما الزوجية ويعد العمود الفقري لنجاح زواجهما بدون مشاكل أو اضطرابات، ولعل هناك بعض الحالات المريضة البسيطة التي تتلذذ بضرب الآخرين".
وتضيف د. إجلال "أنصح كل من الزوجين ضرورة اللجوء إلى الطبيب النفسي لمساعداتهما على اجتياز مشاكلهما دون ضرب أو اضطرابات، كما أناشد الزوج أن يكون حنونا على زوجته وعلى أفراد أسرته امتثالا لقول الله تعالى »وعاشروهن بالمعروف« كما على الزوجة أن تحترم زوجها ولا تتعمد إهانته مهما كان السبب فإذا التزمت ورجعت إلى ما أقره شرع الله فلن تلقى إلا كل احترام من زوجها".
والزوجة الذكية كما تقول د. إجلال هي التي تتعرف أولا على طبائع زوجها، وتدفعه لحبها وتتجنب أن تغضبه فالحب أفضل وسيلة لاستقرار الأسرة، فهو الداء والدواء لعلاج لأي مشكلة زوجية.
ويرى محسن خليل أستاذ القانون بجامعة القاهرة أن اعتداء الزوج على زوجته، أو الزوجة على زوجها، وإحداث عاهة يعتبر جنحة يعاقب عليها القانون المصري، ومن حق الزوج أن يطلق زوجته دون أن يدفع لها نفقة متعه أو أي مستحقات يقرها الشرع في حالة تعرضه للضرب من زوجته.
ويستند د. محسن إلى حكم الاستئناف العالي رقم 229 لعام 99 حيث رفضت المحكمة الحكم بالمتعة للزوجة التي قامت بالاعتداء على زوجها، وكذلك الزوج الذي يعتدي على زوجته بالضرب المبرح فمن حقها طلب الطلاق منه وتقر لها المحكمة باستحالة العيش بينهما حتى ولو كان الزوج موافق على الطلاق وذلك لإلحاق الضرر بالزوجة مع رد كل ما تملك ودفع كافة مستحقاتها الشرعية